رواية خادمة القصر
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
خادمة_القصر الجزء 3
كانت الأرض فى القريه مخضره بعد ان شبت سنابل القمح وعيدان البرسيم والفول البلدى مسطح لا نهائى يكسوه ندى الفجر وتتصاعد الأبخره من بين الحشائش حيث انك إذ كنت تتمتع بحدة نظر لا يمكنك ملاحظة فلاح يسير وسط عتمة الشبور يجر حيواناته نحو المراعى وارتفعت ادخنة الحطب فى البيوت الطينيه من بين فسحات أسقف البوص والجريد وكان هناك ديك يصيح رغم ان الشمس احتلت الافق وديلا لم تغمض عينها بعد الطفل مزعج لا يتوقف عن الصړاخ وديلا لا يمكنها تركه مع الخدم ولا تعرف علته فكل الأطباء اخبروها ان الطفل لا يعانى اى أمراض وكانت قد اقترحت على ادم ان يعملا سويآ على العنايه بالطفل كل واحد منهم اربع ساعات ورغم ان ادم ابدى موافقته إلا أنه لازال نائم منذ منتصف الليل فى غرفه مجاوره وديلا لم ترغب بأزعاجه فقد كانت لديه وجهة نظر ان ما تحتاجه المرأه الكلام الطيب ثم هى ستقوم بكل شيء سعل ادم عندما اقتربت الساعه من التاسعه صباحآ وسمع نداء ديلا ادم الطفل لم ينام وانا لم تغمض لى عين من فضلك أكاد ان اقتل واغمض جفنى حمل ادم الطفل ملتزم بتعليمات ديلا الغطاء يكون ثقيل رأسه لا تكشف للريح الرضاعه كل ساعتين رفع أدم يده بتذمر يمكننى من هذه التعليمات ان افهم انك قررتى النوم النهار بطوله رفعت ديلا عينين تعستين مهزومتين وشدت الغطاء فوق جسدها نزل ادم درجات السلم والطفل الشقى لازال يتملل ويرفص بأقدامه خرج من باب القصر نحو الحديقه وتجول داخلها وسط ترنيمات عشق العصافير التى تحلق من شجره لشجره أخرى اسمع يا ابنى هذه ستكون حديقتك مثلما كانت حديقتى وحديقة ابائى واجدادى من قبل ستتعلم ان تحافظ عليها مثل عينك ولا تفرط فيها ابدا
مرحه من تلك التى يرسمها الأطفال الصغار على اشفاههم وسار ادم داخل فحيره يابسه قاصدآ النهر أكثر من خمسة عشر دقيقه من السير على الأقدام وهرب طائر ابو فصاد كان يكمن لدودة أرض وحلق لبعيد فى حقل قريب ولمح ادم من بعيد هر كهل يتمشى ببطئ على ضفة النهر
تفاعل عشان نكملخادمة_القصر
جزء 3
2
وكان الهر يمشى الهوينه شارد يرمق الأفق بنظره تعسه غارق فى الحزن وغراب الفقد ينعق فوق رأسه وجسده الهزيل يترنح يلعق ذهنه ويتقيء ذكرياته ويتسأل لماذا لا تتبخر ذكرياته القديمه مثل مياه النهر التى تتكاثف جواره
وكانت الشمس لازالت فى كفاحها المستميت لاغراق الأرض بأشعتها وبدأت تظهر كلما اتاحت لها الغيوم الفرصه وهنا وهناك تظهر فلوكه يجدف عليها صياد كالح يرتعش من البرد وفى بوكسته عدد قليل من سمك الشبار لا يكفى ثمنه لابتياع إفطار لائق يتمتم بحمد الله طامحآ ان يكون نصيبه فى الغد افضل وتمضى الحياه بين حلم وواقع مرير نعيشه ويبقى الأمل الذى يدفعنا ان نفتح عيوننا كل يوم.
وجسده يرتعش ليس من البرد بل من الحزن الذى كاد ېقتله فهو لا يرى اى معنى لحياته بينما لا توجد اى بارقة أمل تساعده على المضى قدمآ
فكل مكان يحمل لديه ذكرى تغرس انيابها فى قلبه وتنهشه بلا رحمه حملق كيمو واكا بالافق الشاحب الشابوره التى تغطى مياه النهر وتمتم يوم مناسب للمۏت
إلى الآن لا يعرف السبب الذى دفعه للحضور لأرض القريه ولا يعرف لما ظهرت ميمى فى أحلامه وطالبته بالركض نحو القريه التى يكرهها ويكره كل من يعيش فيها ثم سمع سعال انسان بشرى
بصق كيمو واكا اخر ما ينقصه كائن متطفل يزيد من اوجاعه رجل يمشى ببطيء وعلى وجهه ابتسامه كيمو واكا يشعر انه يعرف الرجل لكنه لا يتذكره وعندما رأى الطفل الوقح شعر باستياء سيستخدمه الإنسان البشرى كلعبه من أجل ارضاء طفله اللعېن
توقف ادم قرب كيمو وكا وراح يرمقه مطولا وادم الصغير ينظر نحوه يحاول أن يكون فكره عن هذا الحيوان الذى لمحه مره يأكل من ژبالة الشارع
قال ادم مرحبا ايها الهر انا اعرفك
وسمع كيمو واكا الكلمات وفهمها وحاول ان يرد انه لا يرحب بأى رفقه حاليا فمزاجيته متعكره ويرغب بالمۏت وخرج صوته على هيئة مواء غريب حانق !
ظل ادم مبتسم والطفل يحملق بوجهه