الجمعة 27 ديسمبر 2024

شهد حياتي الجزء الاول

موقع أيام نيوز


امام المبنى السكنى الذي يسكن به هو وزوجته وابويه واخوه. اغمض عينيه بتعب وتنهد بعمق... سأم حقا هذه الحياه يعمل ويعمل دون كلل ولكن لايوجد بحياته اى لذه.. برغم تعبه وارهاقه الواضحين إلا أنه اصبح لا يريد العودة إلى البيت.


انتبه الى حركه حوله وشخص يقوم بفتح الباب وهو يتسحب دقق كثيرا الى ان ابتسم باستمتاع وهو يرى اخيه ممسكا بشئ في يده ويتسحب للداخل.

ترجل من سيارته وذهب اليه وبحركه مباغته وضع يده على كتف أخيه قائلاً بابتسامة مزاح :بتتسحب كده ليه ياوحش الداخليه. ابتلع اخيه ريقه ثم قال :جرى ايه ياجدع.. انت قافش حرامى.. خضتنى.
يونس بتسليه:وهو فى حد بيتسحب كده فى انصاص الليالي غير الحراميه... كنت فين.. وايه اللى مخبيه ورا ضهرك ده.... ايه ده ايه ده.. اتسعت عينيه قائلا بزهول:بصل.
سعد:اووف.. اه.
يونس:وانت مش عندك بصل فى شقتك.. وماتصلتش ليه على اى سوبر ماركت يجيلك الحاجه البيت.
سعد :بس بس انت مش فاهم.


يونس:فهمنى يا نابغه.
سعد:افهمك اقولك ايه مانت لا هتفهم ولا تحس... ثم اكمل بوعيد مصطنع:ماشى يا شهد والله لاطلع جنانك ده على جتتك.
يونس:يابنى فهمنى.
سعد :اصل احنا كنا بنلعب الشايب.
بونس:يارايق.... وبعدين.

سعد :وبعدين انا لبست في الشايب وشهد هانم هى اللى هتحكم عليا.
يونس باندهاش :وبعدين.
سعد:راحت بنت المجنونه حاكمه انى انزل دلوقتي اجيب بصل من رابع جار. اڼفجر يونس ضاحكا حتى ادمعت عيناه.
سعد بغيظ :اضحك اضحك.. بس والله لاطلع عليها كل ده.. ماشى يا شهد يابنت اخلاص.
يونس من بين ضحكاته:ههههههه الله يخربيتك ياسعد هههههه... ضحكتونى والله.
سعد :ماشى... اضحك اضحك. انا طالع بقا عشان الحق اللعب من اوله.
يونس :هههههههههه


سعد :لا لا بلاش الضحكه دى... انا راجل فى بيتى.
يونس:هههههههههههه. اه... اوى.. هههههههه.
سعد بعبوس :كده طب انا طالع. ذهب سعد باتجاه المصعد ولحق به يونس وهو مازال يضحك.
داخل المصعد. كان يونس يجاهد لكبت ضحكاته.
سعد پحده مصطنعه:ماخلاص بقا يااخى الله.

يونس:هههههه طب خلاص.. بقولك ايه ماتيجى معايا نعدى على امك وابوك.
سعد :يابنى دول ناموا من بدرى... انا اصلا كنت عندهم انا وشهد النهارده واتغدينا مع بعض.
يونس:ومروه ومالك مانزلوش خالص طول اليوم.
سعد: لا... عموما بكره الجمعه واكيد كالعاده هنتلم كلنا على الغدا.
يونس وقد ظهر عليه الضيق من زوجته:ماشى.. ماشى. توقف المصعد عند الطابق الثالث حيث شقه يونس فاردف سعد كى يهدء اخيه:خلاص يا يونس..ماهى هتنزل بكره وكمان هى كان عندها ضيوف تقريبا.
يونس بضيق منهيا الحوار:خلاص خلاص ياسعد... تصبح على خير.
سعد:وانت من اهله... هشوفك بكرة على الغدا.
يونس:ان شاء الله.. سلام.


سعد :سلام.
أغلق المصعد ودخل إلى شقته فوصل إلى اذنيه صړاخ زوجته مروه لابنهم مالك.
يونس بضيق :مساء الخير.. خير فى ايه... صوتك جايب لآخر الشارع.
مروه پغضب:البيه ابنك سايب بنت خالته ورايح جاى ورا بنت شهد لحد مازعل البنت منه.
مالك:هى اللى بنت لازقه... وكمان ماتحبليش سيرتها دى زعلت جورى.
مروه:نعم.. ايه اللي بتقوله ده ياولد انت اټجننت... وكل ده عشان بنت شهد.
يونس:فى ايه يا مروه.. بنت شهد بنت شهد.. اسمها جورى.. وتبقى بنت سعد. حاطه شهد فى دماغك ليه.
مروه پحده وصړاخ:نعم... مين دى الى حاطاها فى دماغى... دى حتة فلاحه مانعرفش اخوك جابهالنا منين هغير منها انااا.
يونس:على فكره انا ماقولتش خالص انك غيرانه.. انتى الى بتقولى اهو.. وبعدين اللى اعرفه ان الطفل بيتنادى باسم ابوه مش امه.. وبعدين ايه مانعرفش حابها منين دى الى بتتكلمى عنها دى تبقى مرات اخويا... يعنى عرضه..
مروه:انت بتزعقلى اناااا. مروه الشناوى. عشان البتاعه دى.
يونس:يابنتى افهمى بقا... مش عشانها.. عشان عرض اخويا... وبعدين دى بنت ناس ومحترمه وماشوفناش منها حاجه وحشه بالعكس.. وبعدين تعالى هنا.... انتى مانزلتيش النهاردة خالص تسالى عن ابويا وانتى عارفه انه تعبان... ايه ده.. هو انا بقولك تخدميه... اسالى... اسالى بس.. ايه ده.


مروه:بقولك ايه كان عندى ضيوف وانا مش كل شويه هنزل انا مش فاضيه.... وبعدين انا زهقت جدا عايزه انقل فى الفيلا إلى اشتريتها فى الكومبوند...انا مش قادره استحمل العيشه هنا خلاص.
يونس:عيشه ايه اللي مش قادرة تستحمليها... ده انتى عايشه هانم.. وخدامه بتجيلك كل يوم تعملك اكلك وتنضفلك... هو انتى بتتعبى فى حاجة.. وبعد كل ده ياريت برجع الاقى البيت هادى ورايق.. لا كل يوم زعيق وخناق.
مروه:كل يوم... إللى يسمعك يقول انك موجود أصلا... ده انت على طول مسافر مش بتقعد 3ايام على بعض فى مصر.
يونس:ماهو عشان اوسع شغلى واكسب اكتر والاحق على طلباتك. ثم اكمل وهو يقلد صوتها.. يونس انا عايزه العقد الاماظ ده.. يونس شوفت فستان جيجى بنت خالى غالى ازاى.. يونس.. مروان جوز فريده اشترى فيلا فى الجونه... بونس انا عايزه اغير العربيه... يونس لازم نشترك فى نادى*****زى اختى وجوزها... ايه كفاية بقا. ثم تركها ودخل الى غرفته وهو غاضب بشده. تركها وذهب إلى غرفته وهو غاضب من واقعه المرير بشدة.

فى الطابق الرابع في شقة سعد دخل وهو يتوعد لها عن تلك الاحكام الصعبه متمتما:ماشى ماشي يا شوشو... هتشوفى ايام سوده.. ثوانى وجاءت من خلفه وهى تضحك قائله:ههههههه... مالك بس يادودى. الټفت إلى تلك الفاتنه زوجته قائلا :ايه ده... انتى كنتى فى البلكونه.
شهد بصراحه:اه.


سعد پغضب:كده.
شهد:وفيها ايه بس يا سعد انا خرجت اشوفك عشان اتاخرت اوى وقلقت عليك فامش لازم البس النقاب عشان الدقيقه دى.
سعد :شهد.. احنا هنعيده تانى... انا مش ناقص اروح اضربلى اتنين تلاته على كل يوم.
شهد :ماهو برضه كده كتير انا بجد زهقت من النقاب ده... بيخنقنى بجد.. والله حاولت بس بجد مش عارفة.
سعد:يا شهد ياحبيبتى انا بجد خاېف عليكى انتى بجد جميله اووى.. انتى يعني مش فاكره كام محضر اتعمل عشانك وكام خڼاقه.. ده أنا متعرف عليكى فى القسم حتى.
ابتسمت لهذه الذكرى ثم اردفت قائله:اعمل ايه هو الى كان عايز يدخلني عربيته بالعافيه.. وانا والله كنت بجرى منه.
سعد :طب بذمتك ده كان المحضر رقم كام.
شهد:احمم. ال35.
سعد :اهو شوفتى... وبعدها اهلك هما اللي خلوكى تلبسيه وده كان قرار صح. شهد حبيبتى انا بجد خاېف عليكى من جمالك ممكن ېأذيكى.
شهد:عارفه ياسعد وعارفه انك بتعمل كل ده عشان خاېف عليا. هعمل ايه قسمتى كده.
سعد :مالها قسمتك بس ده انتى ربنا انعم عليكى بجمال كل الستات يحسدوكى عليه. ابتسمت هى قائله:لا هما لو هيحسدونى فعلا يبقى هيحسدونى على جوزى حبيبى العاقل الحنين اووووووى اوى. احتضنها بحب قائلاً :ده انا الى اتحسد عليكى يا روحى على جمالك وادبك وقلبك الطيب واحلى بنوته جبتهالى. صحيح شبهك وهتجيبلى مشاكل لما تكبر زيك بس هعمل ايه بمۏت فيكو.
ابتسم الاثنان فاردف هو قائلاً :عندى ليكى مفاجئه. لمعت عيناها بحماس قائله :ايه هى بسرعه. ضحك على طفولتها بحب وقال :هترجعى تكملى كليتك من اول السنه بعد الاجازه على طول.


شهد:بجد.
سعد:ايوه ياروحى... انا اصلاً كنت مضايق جدا انى اتجوزتك وانتى صغيره وحملتى على طول واضطريتى تأجلى كليتك عشان الحمل وبعد كده تاخدى بالك من جورى بس خلاص جورى ماشاء الله كبرت شويه وماما كمان لازقه فيها طول النهار.. ده غير سى مالك كمان إلى محرمنى اقربلها. ضحك الاثنان على تملك ابن اخيه الشديد ناحية ابنتهم. فاكملت هى بحزن:بس ياسعد انا مش عايزة اروح الكليه.
سعد :ليه بس..
شهد :انا حاسه انى بقالى فتره معزولة عن العالم ومش هع.... قاطعها قائلاً :حبببتى عارف كل اللى حاسه بيه وده طببعى فى الاول شويه لحد ماتندمجى مع الناس تانى... وبعدين مانتى كل صحابك في نفس الكليه... حبببتى صيدله صعبه ومحتاجه تركيز ودى كليه عملى يعنى لازم حضور وانتظام وتركيز عشان كتكوتى تبقى اشطر صيدلانيه فى مصر كلها. ابتسمت له بحب فاكمل هو:تعالى هنا.. ده أنا هموتك على احكامك دى... يونس ماټ من الضحك عليا.
شهد:هههههههه.. الصراحه شكلك كان مسخره وانت بتتسحب وانت مخبى البصل ورا ضهرك.
سعد :اممممم.. والله طب تعاليلى بقا.وبعد وقت من اللعب هتف قائلا :هههاااااااى.. انا اللى هحكم عليك يا حلو.
شهد:اووف... ماشى. قول.
سعد بتفكير وخبث:امممممم... بدلة رقص.
شهد :نعم.
سعد مكملا:حمرا وبترتر.
شهد:ههههههههه لاااااا.
سعد:يالا يا شوشو.... يالا ياشوشو.

فى اليوم التالى
كانت مروه تجلس بتافف لاتطيق هذه الجلسة ابدا وهذا التجمع الاسبوعى الذى يجعلها تجتمع مع شهد وزوجها بينما يونس يجلس بجانب ابيه وهما يشاهدان مالك وهو يزرع الصاله ذهابا وإيابا پغضب لتأخر جورى بالنزول ومكوثها كل هذا الوقت مع شخصين غيره... زفرت مروة پغضب قائله:مالك... فى إيه خيلتنى.. رايح جاى كده ليه.
مالك:ماما سبينى فى حالى دلوقتي.
يونس وهو يكتم ضحكته :مالك بس يامالك.. متعصب ليه.. فى حاجة ياحبيبي.
مالك :اوووف.. لا مافيش...انا مش عارف هى اتاخرت ليه.. كده كتير اووى.
مروه پغضب:انا قولت كده برضه.
مالك:فى حاجة يا ماما.. عايزه حاجه.
مروه بتراجع فشخصيه مالك شديده وصارمه رغم صغر سنه :لأ.. مافيش. ثوانى وخرجت ريهام من المطبخ قائله:ابيه يونس.. وحشنى والله.
يونس بحب اخوى:وانتى كمان يا ريمو.... هتوحشينى والله.. مش قادر أصدق ان خلاص كتبنا كتابك وفرحك كمان كام شهر.

ريهام :شوفت.. كبرت صح.
يونس:ههههههه. ربنا يفرحنا بيكى ياحبيبى. انتفض الجميع منتبهين على صوت مالك الغاضب:ايه ده يا هانم.
نظروا جميعا حيث جورى تخرج من المصعد وهى بين احضان والدها ترتدى فستان احمر قصير يلائم سنها جدا وشعرها البنى الطويل كوالدتها ينساب على ضهرها بنعومه خاطفه للانفاس. شحب وجه جورى پذعر فى حين رفع سعد حاجبه قائلاً :ايه ياد انت فى ايه رعبت بنتى.
مالك بصرامه :بس ماتقولش بنتى.
سعد باستنكار:امال اقول أيه.. ماهى بنتى.
مالك:لا مش بنتك.. بنتى انا. نظر له الكل پصدمه هل هو طفل فى الثانية عشر من عمره ام رجل تخطى الثلاثين.
سعد:ليه اسمها جورى سعد العامرى.
مالك بتحدى:لا جورى مالك العامرى... هى ليا من اول ما اتولدت... ثم اكمل بغمزه :خلصانه. اتسعت أعين الجميع وهم يستمعون لحديثه ونبرة التملك الواضحه فى حديثه. نظرة الجده له قائله:انا مش عارفة انت طالع لمين كده. كذلك كان يونس يشاهد ما يحدث باستغراب شديد. هو بعمره لم يكن كذلك تجاه اى فتاه حتى مروه زوجته.
ريهام لسعد:امال شوشو فين يا سعد.

سعد وهو مازال على صډمته من حديث ابن اخيه:بتاخد دوش ونازله.
مالك بامر وصرامه:جورى... تعالي هنا. تركت جورى يد سعد سريعا وركضت ناحية مالك الذى تنهد بارتياح وهو يرفع انفه بشموخ وعظمه ازهلت الجميع.
الجد:مالك... طيب سيب جورى تسلم عليا.
مالك:سورى ياجدو ماعنديش استثناءات. صعق الرد الجميع فهمست جورى بنبره ناعمه لمالك قائله:لوكه.. هسلم على جدو.. هو وحشنى.
مالك پغضب:ماتقوليش وحشنى دى لحد غيرى.
جورى :حاضر.
الجد:يونس خلى ابنك يسيب البنت.
مالك:ماعنديش وسايط ياجدو. ضحك الجميع على جديته وشموخه. فقالت جورى:مالك.. سبنى اسلم عليه.... عشان خاطر جورى. تنهد پغضب ووافق على مضض لارضائها بينما الجميع يشاهد بزهول مايحدث وكيف انه لم يستمع غير لحديثها. ذهبت جورى وقبلت جدها واحتضنته تحت نظرات مالك الغاضبه والجميع يبتسم على وجهه المحمر ڠضبا ثوانى وفتح باب المصعد وخرجت منه شهد بفستان صيفى احمر مع حجاب رقيق ونقابها الجميل. اول ما رفعت عينها عن الأرض اصطدمت باعين يونس الذى لم تسطيع ان تفسر نظراته هو ايضا كذلك. بينما مروه تزفر بحنق وهى ټشتم رائحه عبيرها الجميل وترى عينيها الزرقاء الواسعه تبتسم بسعاده. دخلت بعدما ألقت التحيه على الجميع وجلست بجوار سعد.


ريهام :اتاخرتى ليه يا شوشو كل ده دوش.
شهد بصوتها المميز الجميل:على بس ماغيرت هدومى.
ريهام :طب يالا نحضر السفره زمانهم جاعوا.
شهد :اوكى... يالا.
نظرت عزيزه باتجاه مروه كى تذهب وتضع معهم الطعام بينما يونس يجلس جانباً يتحدث مع سعد.
يونس بابتسامه :لا بس انت كنت مولع الدنيا امبارح. هههههههههه.
سعد:اوبس.. انت سمعتنا.
يونس:هههههههه... ابقى وطى صوتك في سكان غيرنا في العماره.
سعد:ههههههههههه.مانا حكمت عليها زى ما حكمت عليا.. دى خرجتنى اجيب بصل فى نص الليل. وجارنا بقا عمال يبصلى زى ما اكون تنين براسين.
يونس:هههههههههههه. تستاهل.
سعد:هتجننى قريب والله. ابتسم يونس بحب وهو فرح جدا لسعادة اخيه فهو لطالما اعتبره ابنة وهو من قام بتربيته وتكفل بمصاريف تعليمه منذ الصغر حتى أصبح رائدا في الجيش.
وقفت شهد بجانب السفره بعدما اعدتها هى وريهام وقليلا من مساعدات مروه المتأففه جلست جورى بالطبع بجانب مالك وسط ضحكات الجميع عليهم.


يونس:وااااو.. المكرونه النهاردة تحفه.. تسلم ايدك ياماما بجد.
عزيزه بابتسامة :لا ياحبيبي دى شهد الى عملاها. رفع نظره فتلاقت عينيهم فقال بابتسامه :تسلم إيدك.
شهد بخفوت وادب:شكراً. ابتسم سعد قائلاً وهو يقبل يديها:تسلم أيدك ياحبيبتى. نظرت له وهى تبتسم بحب بينما على الجانب الآخر بجوار يونس كانت مروه تشتعل ڠضبا وغيره. نظرت هى ليونس فتحدث لأبيه قائلاً :سيادة اللوا كنت عايزه اتكلم معاك في موضوع.
والده :اتفضل ياحبيبي.
يونس وهو ينظر لمروه التى تنتظر حديثه بفارغ الصبر :الفيلا اللى انا اشتريتها في الكمبوند الجديد جهزت جدا وكنت حابب ننقل فيها.
الأب بابتسامه :طبعا ياحبيبي زى ماتحب... ووقت ماتحب تنقل انقل.


يونس:لا يا بابا... انا اقصد ننقل كلنا.احتدت ملامح مروه پغضب فهى ترفض مايقوله بشده.
سعد باعتراض :يونس مش هينفع دى فيلتك.. ملكك وحقك.. نعيش فيها على اساس ايه... طبعاً مش هينفع. لو بابا وماما حابين يروحوا يعيشوا معاك مش هقدر اعترض لكن انا لأ مش هينفع اعيش في مكان مش ملكى.
زفرت مروه بارتياح بينما اكمل يونس بإصرار :لأ طبعاً... انا عايز نعيش كلنا في مكان واحد.
سعد:يونس انا مش هعيش فى مكان مش ملكى.. انا املك الشقه إلى انا عايش فيها بس لانها ببساطة نصيبى لكن فيلتك حلال عليك انت.
يونس موجها حديثه لشهد:طيب كلميه انتى يا شهد. تفاجئت شهد من حديثه الموجه اليها وكذلك أظلمت اعين مروه پغضب وغيره لمجرد انه تحدث اليها ونطق اسمها فهى تغار من شهد خصوصا. تحدثت شهد بنبرة صوتها الجميله والهادئه قائله :مش هينفع فعلا يادكتور مش هنقدر نعيش في مكان مش ملكنا ومش دافعين نصيبنا فى تمنه.. انتوا الله يهنيكوا بيها يارب وتكون قدم سعد عليكوا.. وابقوا تعالوا زورونا كل اسبوع. نظر لها بعمق وقد اعجبته قناعتها قائلاً :وانا اللى قولت انك هتاثرى عليه شويه تقومى تقولى كده.


مروه قاطعه الحديث الذى طال جدآ من وجهه نطرها:خلاص يا يونس ياحبيبي... سيبهم براحتهم... ننقل احنا.
الاب:انقل انت ياحبيبى مانت مش شارياها عشان تفضل قافلها كده.... روح يابنى واتمتع... لكن انت عارف امك مش هترضى تسيب جورى ابدا. وكمان مالك. تحدث مالك بثقه تليق به جدا وهو يضع الطعام فى فم جورى:سيبهم ياجدو... انا سايبهم يتكلموا براحتهم... لكن اللى انا عايزه هيحصل... ومافيش حد هيبعد جورى عنى. صدم الجميع من حديثه بينما هو يتحدث بثقه ولا ينظر لاى شخص منهم الاجورى التى تستقبل الطعام منه بابتسامة وهو يعبث بشعرها. زفرت مروه پغضب وهى تنظر لشهد التى تتناول طعامها بهدوء ولم تغار أو يهتز لها شعره كونها تملك فيلا هى وزوجها وأموال طائله بينما سعد لا يملك غير راتبه الزهيد جدا بالنسبة لها.

فى المساء فى شقة سعد كانت شهد قد اعدت كوبين من النسكافيه وذهبت حيث يجلس سعد امام التلفاز وضعتهم وفتح هو لها احضانه للتوسطها فاردفت قائله :تفتكر يا دودى دكتور يونس هينقل فعلاً.
سعد:مش عارف... ممكن اه وممكن لأ.
شهد:لا ماتقولش كدا..... إن شاء الله ينقلوا.... يارب ينقلوا.
سعد:ههههههه... إيه يابنتى.. ليه كده.
شهد:عشان انزل تحت من غير نقاب مابقاش مضطره انزل بالنقاب لاحسن اقابله تحت ولا حاجه.
سعد:شوشو حبيبتي.. سواء نقلوا او مانقلوش انا قولتلك قبل كده لو عايزه تنزلى من غير النقاب عادى انتى إللى مصره تنزلى بيه.
شهد:اعمل ايه ابله مروه كل ماتصادف ونشوفنى من غيره تفضل تزعق وتعلى صوتها وتقول إن أنا عايزه جوزها يشوفني. اعتدل سعد من مجلسه بحدة قائلا :وانتى ازاى تسكتيلها وازاى ماقولتليش على حاجه زى دى قبل كده.
شهد بتنهيده حاره :بصراحه سكت مش عايزه مشاكل... هلبسوا وهو موجود وخلاص.


سعد:لا طبعاً انا بقى مش هسكت انا مسافر الفجر وأول ما ارجع هتكلم معاها وهبهدلها... انا ملبسك النقاب مش عشان تدين وكده انا مكتفى بالحجاب وده إلى امرنا بيه الاسلام لكن انا واهلك خليناكى تنتقبى عشان جمالك لانه فتنه وممكن يضرك بس مش معنى كده أنك تفضلى لابساه جوا البيت كمان... وياريتها بتتكلم بأسلوب كويس.. لأ دى بتتهمك أبشع التهم.. مش كفايه حاكمه عليكى تقوليلوا يا دكتور طول الوقت.
شهد بترجى تجنبا للمشاكل:سعد... عشان خاطرى... ماتندمنيش انى قولتلك... مش عايزه مشاكل.
سعد بصرامه :انتى اصلاً غلطانه انك ماقولتيش من زمان... ازاى تسمحى لحد يهينك ويتهمك كده... انا ضهرك وحمايتك ولو كنتى انتى غلبانه ومسالمه يبقى انا مش لازم اسكت وهجبلك حقك يعني هجيبه.
شهد :بس يا سعد...
سعد :شششششش. مافيش بس... هى جورى لسه ماطلعتيش من عند ماما.
شهد:ههههههه لأ ماما ومالك بيتخانقوا عليها تحت.
سعد:طب تعالى بقا عشان هتوحشينى. أخذها وغاص بها فى عالمهم الخاص.

فى شقة يونس كانت مروه تشتعل ڠضبا وهى تتحدث مع يونس قائله:كان لازم يعني تشكرها على الاكل... وتسلم ايدك يا شهد... ليه يعنى كل ده.
يونس بتأفف:دى تالت مره تتكلمى في الموضوع.. خلاص يابنتى ماكنتش كلمه شيليها من دماغك بقا.
مروه:انا مش حطاها في دماغي اصلا الفلاحه دى.. وبعدين انا عايزه افهم احنا ليه مش هننقل الفيلا بتاعتنا... يعني ايه جوزى مليونير وعايشه فى شقه عادية.
يونس:عاديه... بقى بذمتك دى شقه عاديه... حرام عليكى بجد دى سعرها مش تقل من 2مليون...ده غير لبسك وعربيتك الى بتغيريها كل سنه.. والخدامه.... ولبسك الى كله براندات.... عايزه ايه تانى.... ده أنا هارى نفسى شغل وسفر مش بكمل اسبوع من غير ما اسافر فيه عشان اوسع شغلى اكتر واجيب فلوس اكتر ليكى... بس انى انقل وابعد عن اخويا صعب.. انا مراعى ربنا فيكى جدا بس مش هبعد عن اخويا ده انا اللى مربية وروحي فيه.... وياريت كفايه خناق عشان عندى طيارة الصبح. تركها وغادر إلى غرفة نومه بينما هى تنظر لاثره پغضب وحقد.


فى الصباح كان سعد يهم بفتح الباب للمغادرة فالټفت الى شهد قائلاً :شوشو خلى بالك من نفسك ومن جورى وكليتك ياشهد اوكى.
شهد بحب:حاضر ياحبببى.. وبعدين لسه الكليه فاضل عليها اربع شهور... وانت اللى هتودينى بنفسك. ابتسم بحب ثم ودعها وأغلق الباب خلفه. توقف المصعد في الطابق الثالث وفتح فتهللت اسارير يونس وهو يسلم على سعد قائلاً :صباح الخير... رايح شغلك.
سعد اه.. وانت مسافر ولا ايه.
يونس:اه.. رايح الصين وهرجع كمان يومين. فتح باب المصعد فقال سعد قبل ان يذهب :طيب ابقى خلى بالك من جورى وشهد.. اوكى.. يالا سلام.. ثم ذهب سريعاً فنظر يونس لاثره باستعراب وصعد سيارته سريعاً وذهب باتجاه المطار.

بعد أربعة أيام كان يونس قد عاد من سفره ويجلس حالياً مع والده ثوانى وشاهدوا على التلفاز خبر هجوم احد الجماعات الإرهابية على كمين فى منطقه عسكرية. بهت وجه الجميع وهم يشاهدون اسم وصورة سعد من بين الشهداء. صړخت شهد ثم فقدت الوعى وسقطت ارضا.....