الجمعة 27 ديسمبر 2024

الجارحى الخاتمه الثانيه

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

قليل لم يجدي نفعا بتاتا ومع فشله للمرة الثانية جذبها بكل قوته إليه وهو يرطم وجنتها بغيظ 
_قومي يا بنتي الفجر خلاص هيأذن 
فتح باب الحمام وخرج منه أحمد يجفف خصلات شعره بمنشفة صغيرة يحملها بين يده فأبعدها وهو يراقبه بسخط كان يحمل علامة مؤكدة بفشله الذريع بإيقاظها ومع ذلك أحسن الظن فمنحه نظرة عابسة ليبادله الاخير بوجوم قاتم اتبعه بتعليمات طرحها إليه 
_اتصل بالدكتور يا أحمد أنا ابتديت أقلق عليها. 
انحنى للسراحة جاذبا مشطه الخاص وأخذ يصفف شعره بعناية قائلا بفتور 
_متقلقش أختك اللي نومها شبه الأموات. 
وزع نظراته بينه وبينها بتعجب ختمه بقوله المستنكر لتلك الحقيقة 
_بجد!! بس آسيل مكنش نومها تقيل! 
هز رأسه بخفة وأجابه باستهزاء 
_طول عمرها كده بس بعد الجواز والخلفة زادت. 
ضم شفتيه معا بحيرة 
_طب دي هنصحيها إزاي. 
ابتسم وهو يجيبه بثقة 
_لا متقلقش أنا اتعودت وبعرف أتعامل! 
راقبه جاسم باهتمام فوجده يحملها عنوة بين ذراعيه ثم إتجه بها للحمام المقابل إليه ليساندها إليه لحينما يحرر الصنوبر ومازالت غافلة على صدره بالرغم من حركة جسدها الغير مريحة للنوم بالمرة مرر أحمد يده بالمياه على وجهها مرارا حتى بدأت تستجيب إليه قليلا فرددت بتيهة وكأنها كانت فاقدة للوعي 
_بتصحيني ليه يا أحمد عايزة أنام! 
رفع بصره لمن اقترب ليراقب ملامحها بعدم تصديق ليخبره ببسمة صغيرة 
_لسه مفاقتش. 
وعاد ليجذب المياه لوجهها مجددا حتى فتحت عينيها فطوفت كتفيه
بذراعيها وقابلته ببسمة مهلكة لجوارحه وصوتها الخاڤت يردد برقة 
_صباح الخير يا حبيبي. 
_حمدلله على السلامة ياختي ده لو مېت كان زمانه حس بينا! 
جحظت عينيها بفزع واستدارت بوجهها للصوت المجاور لها فابتعدت عن أحمد بارتباك حينما وجدت أخيها يقف قبالتها ويمنحها نظرات يشع بها الضيق فتحرر لسانها الثقيل مرددا 
_جاسم أنت هنا من أمته 
لوى فمه بتهكم 
_من بدري وشوية والفجر هيأذن وهدعي عليكي طول النهار وأنا صايم ودعوتي مش هتترد بإذن الله. 
تطلعت لاحمد بعدم فهم لما يقول فأشار لها مرددا 
_البسي الاسدال عشان ننزل معتش وقت. 
أومأت برأسها وتركتهما وولجت للخزانة ترتدي اسدالها فمال جاسم على أحمد المستند على حافة الاريكة بإنتظارها فحك مقدمة أنفه بتوتر وهو يجاهد لخروج كلماته 
_بقولك يا أحمد. 
تركزت نظراته المهتمة إليه فتابع الأخير حديثه بشفقة حملها لابن عمه الملاك من وجهة نظره 
_ما تطلقها وإخلص من الذنب ده! 
هم عمر بحمل الأطباق من والدته ووضعها على الطاولة فقام ياسين بتوزيع سلطة الزبادي بالخيار على الأطفال مرددا ببسمة واسعة
_متنسوش الزبادي بالخيار مبيعطش! 
أجابه مازن ساخرا 
_متضحكش على الأولاد كده كده هيعطشوا. 
رد عليه عز وهو يغمس لقمته بالعسل الصافي 
_الشعور بالعطش والجوع جزء من أساسي من ثواب الصيام يا مازن. 
تساءلت مريم بحيرة وهى تستكمل تناول طعامها 
_بابي هو مش ربنا حنين علينا وبيحبنا طب ليه بيعذبنا طول اليوم من الجوع والعطش! 
انتقلت النظرات لرائد الذي ترك مقعده وإتجه لأخر الطاولة الضخمة حيث يجلس الصغار فجذب المقعد المجاور لها ثم مسد على ظهرها بحنان اتبع نبرته الهادئة 
_ربنا سبحانه وتعالى عادل ورحيم يا مريم الصيام سببه إننا نحس بالناس الغلابة اللي مش لاقية تأكل ولا تشرب الصيام درس لصحاب القلوب الجاحدة لو في وقت شافوا بعنيهم حد محتاج يمكن الجوع والعطش اللي جربه بصيام يوم واحد بس يخليه يحس بجوع الانسان اللي قدامه. 
انتقل عمر بمقعده جالسا جوار ياسين ورحمة مسترسلا حينما وجد الصغار تتابع حديث رائد باهتمام وكأنه يحمل الجواب على أسئلة لا حصر لها داخلهم فقال 
_ربنا عز وجل لما أمرنا بالصيام كان للسبب اللي قاله رائد إننا نحس بغيرنا وكمان الصيام في حد ذاته مش امتناعنا عن الأكل

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات