رواية الشيطان شاهين لكاتبتها ياسمين
على احد الكراسي الموجودة في المطبخ
نظرت خديجة حولها جيدا حتى تضمن عدم وجود أي شخص بقربهما حتى تستطيع التكلم على راحتها
خديجة بصوت منخفض انت تجننتي يا هبة جايبلي بنت زي دي و عاوزاها تشتغل هنا اش حال ماكنتش بحكيلك و قايلالك اخبار الناس اللي عايشين هنا عارفة لو صاحبتك دي شافها شاهين بيه و الا صاحبه الدكتور اللي اسمه ايهم ربنا ياخذهم هما الاثنين مش حتفلت من إيدهم دي باين عليها غلبانة و دول شياطين و العياذ بالله و مبيرحموش
خديجة پغضب يعني مش حيسيبوها في حالها يا فالحة البنت حلوة و حتشتغل هنا عندهم و كمان انت عارفة كويس ازاي البيه بيكره الستات و بيعاملهم زي العبيد عنده
هبة انا و الله مكنش عندي حل ثاني يا خالتو أصلها محتاجة فلوس ضروري و كمان ملقيناش شغل بقالنا شهور و احنا بندور في كل مكان بس مش لاقيين و بعدين مټخافيش هي مش من النوع داه دي عاقلة و متربية و ملهاش في الغلط
حلوة بصراحة دا حتى الحارس اللي وصلكم لباب الفيلا كان حياكلها بعنيه انا عشان كده مكنتش بحب تجيلي هنا ابدا خاېفة عليكي من الناس دي انا قلتلك تيجي النهاردة عشان البيه عنده شغل كثير و مش حيجي غير بالليل متأخر
خديجة بتفكير تمشي فين داه زمان الحرس
عرفوه انكم جيتو و كمان الكاميرات المزروعة في كل مكان هنا بقلك إيه مفيش غير حل واحد
تستمر القصة أدناه
هبة حل إيه
خديجة باهتمام حقول للست ثريا دي طيبة و عارفة عمايل ابنها كويس و كمان لازم صاحبتك دي تغير شكلها شوية خليها تلبس حجاب و نظارة و تعمل حاجات في وشها تخليها وحشة مش عارفة ازاي بس اتصرفي لو عايزاها تشتغل هنا
برميل طين بردو حتطلع حلوة على العموم انت احكي للست هانم و انا حتصرف متقلقيش بكره حتيجي بس بشكل ثاني و مختلف
جلست كاميليا باضطراب و هي تنتظر مجيئ السيدة ثريا دقائق قليلة حتى وجدت سيدة تجلس على كرسي متحرك تقترب منها وقفت لتحييها باحترام لتبتسم لها الأخرى باعجاب بجمالها الباهر
ثريا بابتسامة أهلا يا بنتي هي حكتلي بس مقتليش انك قمر كده
كاميليا بخجل داه من
ذوق حضرتك
ثريا اقعدي يا بنتي خلينا نتفاهم طبعا زي ما قالتلك خديجة انت حتهتمي بفادي دا حفيدي الوحيد و ابن شاهين اللي هو ابني هو عمره خمس سنين بس ذكي جدا و بيتكلم فرنساوي و انجليزي و كمان مصري احنا حريصين اننا نعلمه لغات من دلوقتي المهم انت المسؤولة عنه و عن كل حاجة تخصه حبقى افهمك كل حاجة عملي لما تستلمي الشغل انشاء الله و مټخافيش انا عارفة انك لسه بتدرسي و حسمحلك تروحي الجامعة من وقت للثاني دا غير المرتب الكبير اللي حتاخذيه
الشغل من بكره انشاء الله
ثريا تمام اتفقنا بكرة تيجي بدري الساعة ثمانية و نص تكوني هنا و لما تعوزي تروحي الجامعة ابقي اديني خبر قبلها بيوم علشان اسيب وحدة من البنات تهتم بفادي
وقفت كاميليا و ابتسامة كبيرة ارتسمت على وجهها هاتفة بحماس انشاء الله يا هانم ميرسي جدا لحضرتك استأذن أنا
صاحت ثريا لتنادي على خديجة بعد أن غادرت الفتاتان
ثريا بسعادة انا اتفقت مع البنت و حتبدأ شغل من بكرة باين عليها طيبة و في حالها هي بتدرس إيه أنا نسيت
خديجة هندسة زي هبة بنت اختي ست هانم انا كنت عاوزة اقلك على حاجة بس محرجة منك شوية
ثريا باهتمام اتكلمي في إيه البنت عندها مشكلة
خديجة بنفي لا يا ست هانم مفيش حاجة بس بصراحة انا كنت عاوزة اقلك ان البنت زي ما شفتيها حضرتك حلوة و صغيرة و حتيجي تشتغل هنا و انت عارف البيه و أصحابه يعني
أشارت لها بيدها لتتوقف عن الكلام و هي تفكر في ماقالته لها للتو
ثريا باستدراك معاكي حق يا خديجة انا كنت ناسية الموضوع داه البنت بصراحة حلوة اوي و ملفتة جدا و انا عارفة ابني كويس مش حيسيبها في حالها و انا ميرضينيش داه ابدا شاهين من وقت الحاډثة اياها وهبة شاهين الألفي وحش المعمار انت مش عارفاه
ارتجفت كاميليا پخوف بمجرد ذكر اسمه لتهمس بصوت منخفض يا لهوي يا شاهين الألفي انت عاوزاني اشتغل عنده دا يا هبة و كل الناس بتترعب منه و انت عاوزاني اروح للخطړ برجليا
هبة بسخرية و الا ملاك يا كامي احنا مالنا بيه انت حتكوني مربية يعني مسؤليتك حتكون ابنه و بس و ملكيش دعوة بيه
كاميليا بتفكير طب افرضي اني غلطت في حاجة أو عملت
حاجة تزعله لالا يا هبه انسي اللي بتتكلمي عنه دا و مفيش قلبه الرحمة دا مش بني آدم زينا انت مسمعتيش عن جرايمه و بلاويه انا مستحيل اشتغل عنده خلينا ندور على شغل ثاني و اكيد حلاقي
قلبت هبة عينيها بانزعاج قبل أن تهتف احنا بقالنا ثلاث شهور بندورلك على شغر و مش لاقيين كلهم عاوزين وقت كامل يعني شغل طول النهار انا كنت موصية خالتي انها تشرفلك شغل في قصر الألفي عشان مرتباتهم عالية اوي و اول ماقالتلي على شغل المربية انا فرحت جدا خصوصا انها كلمت الهانم الكبيرة و حكتلها على ظروفك و انك لسه بتدرسي فهي وافقت و حتظطري تروحي الجامعة وقت ما انت عاوزة فكثر خيرها الست باين فيها طيبة ووافقت وافقي يا كاميليا انت حتلاقي فين شغل مريح و مرتبه كويس زي دا خصوصا انك محتاجة فلوس ظروري الايام دي
أطرقت كاميليا
رأسها بحزن فهي بالفعل تحتاج بشدة لهذا العمل فمصاريف جامعتها تزداد يوما بعد يوم و كذالك احتياجات المنزل و اخوتها و والدها المسكين يعمل بدوام إضافي من أجل بعض الجنيهات
قاطعت هبة تفكيرها مشجعة بتفكري في ايه يا بنتي انت جربي يومين كده و لو ما ارتاحتيش ابقي سيبي الشغل و مټخافيش خالتي هناك يعني حتكون معاكي و توريكي كل حاجة يلا بقى حنتأخر
اومأت كاميليا برأسها لتتبع هبة بخطوات مترددة و و قد ازدادت دقات قلبها
استقلت الفتاتان احد سيارات الأجرة للذهاب إلى الفيلا مرت عدة دقائق قبل أن تدخل السيارة الى احد الأحياء الراقية و الهادئة
نظرت كاميليا من نافذة السيارة بتعجب أحست و كأنها دخلت الى بلد جديد فيلات و قصور فخمة تحيط بها الحراسة من كل جانب افاقت على صوت السائق و هو ينبهما بالوصول الي الجهة المنشودة نزلت هبة من السيارة لتجد نفسها أمام
فيلا فخمة تتوسط حديقة شاسعة خضراء نظرت حولها لتجد عدة رجال صخام يرتدون ملابس سوداء و يحملون أسلحة مخيفة ارتعشت كاميليا پخوف و هي تهمس لهبة ايه دا يا هبة انت متأكدة من العنوان ومين دول هما قبل ما ندخل
هبة بضحك اسكتي يا مصېبة دول حراسة انت مش شايفة حواليكي دا كومباوند للاغنياء و طبيعي يكون في عليه حراسة يلا خلينا ندخل خالتي قالتي انها حتسيب خير للقاردز عشان يدخلونا
أمسكت هبة بكف كاميليا المرتجف ثم تقدمت بها نحو الغرفة الصغيرة الموجودة بجانب البوابة اقتربت من احد الحراس
ثم قالت صباح الخير انا هبة بنت اخت الست خديجة اللي بتشتغل عنا
الحارس بتفهم ايوا احنا معانا خبر ندخلك
طرق الحارس شباك الغرفة الصغير قبل أن يصيح افتح الباب يا أحمد دول الناس اللي قالت عليهم الست خديجة
توسعت عينا كاميليا بدهشة و هي تشاهد جمال الحديقة التي كانت تضج بأنواع الزهور و الورود المختلفة و أشجار و نباتات نادرة تراها لأول مره في حياتها
بعد عدة دقائق من المشي وصلتا الى مدخل الفيلا لتستقبلهما خالة هبة بسرور قبل ان تقودهما الى قاعة كبيرة يتوسطها صالون فاخر باللون البيج تطل على الحديقة و لايفصل بينهما سوى حائط زجاجي خديجة بتأكيد طبعا مفيش حل غير داه خصوصا ان البنت معرفة و نقدر نوثق فيها و هي مع البيه الصغير
ثريا معاكي حق يا خديجة انت عارفة اني انا بثق فيكي جدا اعملي اللي عاوزاه و متنسيش تبعثيلي مجدي بسرعة
اومأت لها خديجة بطاعة و قد ارتسمت على وجهها علامات الفرح و قد عزمت على تنفيذ خطته
الفصل الرابع
نظرت كاميليا لصديقتها هبة ببلاهة قبل أن تهتف
متسائلة تقصدي إيه بأغير شكلي هو انت عايزانى اتنكر يا هبة انا مش فاهمة حاجة
هبة بنفاذ صبر اووف منك يا كامي انا ساعات بستغرب من غبائك اللي مش بيطلع غير في الأوقات المهمة بقلك إيه ركزي معايا علشان مفيش وقت و الظاهر اننا حنضطر منحضرش بقية المحاضرات و نبقى ناخذهم من البنت شيماء
كاميليا ليه حنروح فين
لتحثها على إكمال سيرها فمنذ خروجهم من فيلا شاهين الألفي و هي تحدثها و تحاول اقناعها بضرورة تغيير شكلها لتجنب مضايقات رجال الطبقة الغنية دون أن تبالغ في وصف الخطړ المحدق بها حتى لا تخسر صديقتها الوظيفة فهي آخر أمل لها لتتمكن من تحسين احوالها و مواصلة دراستها
هبة و هي تدخل بها احد المحلات الخاصة بالنظارات الطبية اول حاجة لازمك نظارة دوري بقى على اپشع نظارة في المحل داه
جربت كاميليا عدة انواع من النظارات قبل أن يقع الاختيار على نظارة بشعة خاصة بكبار السن دائرية الشكل غليظة ذات إطار اسود كلاسيكي قديم
أصرت هبة على شرائها تحت أنظار صاحبة المحل المتعجبة و التي حاولت كثيرا ان تثنيها عن رأيها و تقنعها باختيار اي موديل آخر من النظارات الموجودة في المحل
خرجت الفتاتان من المحل لټنفجر هبة من الضحك و هي تتحدث بصعوبة لايقة عليكي اوي النظارة دي يا كأني بقيتي شبه الدادة دودي مش ناقص غير الطرحة و تبقي تمام 2
نزعت كاميليا النظارة من على عينيها و هي تتنفس الصعداء فهي منذ أن ارتدتها و هي تتعثر في مشيتها و لا تستطيع النظر جيدا
كامي بضيقبقيتي بتتريقي عليا طب ايه رأيك اني مش حلبس البتاعة دي انا مش قادرة اشوف حاجة ادامي و ممكن اقع على وشي في اي لحظة خذي البسيها انت انا مش عاوزاها
هبة بشهقة