قصه كامله
انت في الصفحة 2 من صفحتين
مع الحلاق أن يأتي للقصر لقص الشعر كما كانت هناك حاجة لذلك. واختتم الاتفاق
بملاحظة صغيرة هي ان الحلاق سيسخر رأسه إذا سمع السلطان أن لابنه أذن حمار من أي مخلوق آخر خارج دائرة الأربعة. وهكذا كان فقد كان على الحلاق أن يوافق على كل شيء والا ضړبت عنقه. ولكن المشكلة أن الحلاق شأنه كشأن كل الحلاقين لا يستطيعون التوقف عن الكلام لان ذلك جزء من المهنة لاستجلاب الزبائن والإبقاء عليهم. والاتباع قد علموا بذهاب الحلاق للقصر وسوف يسألونه عما قام به وماذا عمل ولماذا يكرر الذهاب للقصر. وكلما حاول الحلاق أن يفشي بالسر لاحد حتى ولو كانت زوجته تذكر الملاحظة الصغيرة ضمن الاتفاق فيتوقف مباشرة عن الحديث حتى أصابت الحلاق عقدة منعته من الحديث مطلقا مع جميع الاتباع حتى زوجته وأولاده. سارعت الزوجة لأحد الحكماء وأخبرته بالأمر فقام ذلك الحكيم باستدارج الحلاق واصطحابه إلى البر حيث لا يوجد إنسان. وهناك طلب منه أن يحفره وطلب من الحلاق الدخول فيها. ثم قال للحلاق سأغطي هذه الحفرة وأنت بداخلها ثم
تصور القصة حق الإنسان الطبيعي في التعبير عن رأيه ولأنها تحكي النهاية المأساوية لكل من يحاول أن يمنع حرية الكلمة من الانطلاق. لقد أصبح الحلاق لأنه أراد أن يعتبر عن حقيقة رأها بأم عينه ولكن السلطان أراد تغطيتها. وهكذا تخلق في امتنا الطاقات فجميع الأتباع أو المواطنين ممنوعون من التحدث السياسة. وأصبح الحديث في يعني كل شيء يتعلق بالحاكم وأهله وجنوده وخدمة ووصيفاته وكل شيء يتعلق بمصالح الأمة الإستراتيجية والحضارية. لك الخيار أيها المواطن
وتشير القصة أيضا إلى مدى ثقل الحقيقة في نفس عارفها فإن تم إجباره على إخفائها تكدرت معيشته وما هدأ له بال إلا إن وصل إلى حيلة أو طريقة يستطيع بها نشر هذه الحقيقة وإطلاع الناس عليها وإن كلفه ذلك حياته. كما أنها تؤكد على أن الحقيقة لا يمكن قټلها وډفنها للأبد وانها ستظهر في النهاية ويعرفها الجميع مهما طال الزمن.