قصه جميله لندى صابر
انت في الصفحة 1 من 10 صفحات
ساعديني بأي لقمة ياست هانم أنا من إمبارح على لحم بطني ومش معايا حق رغيف العيش
نزلت إزاز شباك العربية وبصيت للبنت اللي طلبت مني أساعدها كانت جميلة جدا وملامحها هادية وباين عليها إنها مش زي أطفال الشارع اللي بيقفوا في الإشارة وواحد يلاغي والتاني يسرق طلعت من شنطتي خمسين جنيه واديتهالها تمشي نفسها بيهم وقبل ما أتحرك بالعربية صوتها وقفني تاني
أي حاجة والله ياست هانم بمسح وأكنس وبغسل طب ده أنا عليا نفس في الطبيخ والله ماحد يقدر يقاومه تجربي
كان نفسي أقولك أجرب بس أنا مش محتاجة حد دلوقتي وسعي بقى كده من قدام العربية عشان ورايا شغل
وفجأة إبتسامتي اختفت من على وشي لما الست هانم اللي راكبة عربية قالتلي كلامها الأخير وبعدين مشيت الواضح كده إن الشحاته والجري في الشارع ورا الجنيه مش هقدر اغيرهم بصيت للخمسين جنيه اللي ادتهملي وضحكت على حال البني آدم شخص مش معاه جنيه يشتري بيه رغيف عيش ياكله فاضي وشخص تاني يوم ما يبقشش أو ينفق مال لحد زيي بالخمسين جنيه واكتر معقول الخمسين جنيه بالسنبة ليهم زيها زي الجنيه بالنسبالي
المكان ده مش للي زيك إحنا مش فاتحينها سبيل اخرجي ولو شوفتك جوا المحل تاني هكس رلك رجلك
قومت من على الأرض بعد مرماني من المحل وقبل ما أعرفه إن هاكل بفلوس صوته كان بيهز أركان المكان وهو بيقول
رد شخص بيشتغل عنده
وإيه يعني لما تديها حتة فرخة او طبق رز عليه صباعين كفته إعتبره صدقة وإطعم المسكين عشان ربنا يزيدك
خبطت بإيدي على وشه وقولتله
أنا مش فاتح المحل عشان أوزع على المتسولين مانا لو عملت كده مش هكسب حاجة لو كل متسول هعطف عليه إنت والعمال مش هتلاقوا القبض آخر الشهر لأن الكل هيبقى زي المتسول وييجي عشان أعطف عليه ببلاش فهمت ولا افهمك اكتر
وإنتي بقى معاكي تدفعي تمن الطبقين ولا هتاكلي وتطلعي تجري زي اللي بييجوا هنا شبهك
لا لا والله أنا معايا فلوس وهاكل بفلوس
نزلي طبق كبده تاني وقعدت أكل فيه لحد ما خلص اخدت آخر لقمة من رغيف العيش مسحت فيها الزيت اللي في الطبق وكلتها وقبل ما اقوم لقيت إزازة بيبسي بتتحط قدامي من الراجل الكبير صاحب المحل
أقعدي يابنتي رايحة فين
أصل أنا خلصت أكل هقوم أحاسب وهخرج أدور على مكان أشتغل فيه
إنتي بتشتغلي ايه
أي حاجة يا حاج أنا بشتغل في أي شغل بس الاقي الأول
بتعرفي تطبخي وتنضفي
ده انا لهلوبة أصل كنت بشتغل في ڤلل وعند بشاوات برضو لكن الشغل مكانش بيعجبني
وسيبتيها وجيتي لمر الشوارع ليه عاجبك حالك دلوقتي
حالي مش عاجبني آه بس أهون من اللي كنت عايشة فيه
طب تعالي معايا هوديكي لواحدة محتاجة بنت تخدمها واهو بالمرة تحكيلي في الطريق حكايتك
وقفت قدامه وأنا مستغربة كلامه هيساعدني من غير مقابل للحظة حسيت إن فيه حاجة مش طبيعية هتحصل فوقفت وحطيت ايدي على وشي بتفيكر مسموع وقولتله
وأنا إيه يضمنلي إنك عايز تساعدني فعلا ومش بتكدب عليا
انا حاجج بيت ربنا أربع مرات ومش عايز بهدلتك لكن انتي حرة عايزة تيجي أهلا وسهلا مش عايزة ربنا يكرمك وتلاقي شغل بعيد عني يابنتي
فكرت شوية وأنا بفتح ازازة البيبسي اللي حطها قدامي ومع آخر بوق فيها كنت قولتله إني موافقة مشيت وراه وأنا عيني في وسط راسي وبحاول أحفظ الطريق
وصوت جوايا بيقولي
إحفظيه كويس
هترجعيله تاني بعد ربع ساعة وصلنا البيت وكان هادي وجميل وشكل الست صاحبة البيت قلبها رحيم بعد ما اتعرفت عليا وعرفت حكايتي قررت اني هشتغل هنا وفيه واحدة ست بتيجي كل أربع أيام تكنس وتمسح وشغلي هيبقى خفيف بحكم إن البيت صغير
اشتغلت وكنت فرحانه جدا في بيتها ماكنتش محتاجة حاجة من الدنيا تاني لقيت شغل في بيت محترم وست بتعاملني كأني بنتها وآخر اليوم بلاقي مكان أنام فيه ولقمة ولبس نضيف اشتغلت في البيت وكنت بشوف أولاد الست هانم دايما مبتسمين في وشي كأني واحدة منهم مش مجرد خدامة
بقولك إيه متعمليلي دلوقتي صنية مكرونه بالبشاميل زي اللي كنتي عاملاها من أسبوع
ردت الأخت التانية
لا لا أنا عايزاها في أوضتي تعالي معايا وسيبك من أم بطن دي
بعد ما وصلت الأوضة قعدتني قدامها على الكرسي وفتحت الدولاب طلعت ليا فستان بسيط وجميل جدا ادتهولي هدية مع إبتسامة رقيقة شبها
شوفتك وانتي بتعلقيلي فستاني في الدولاب وبتحطيه عليكي تشوفي نفسك فيه فقررت إني اجيبلك واحد زيه يارب يطلع على مقاسك
شكرا يا ست هانم والله كتر خيرك شكرا
شكرا إيه يا هبلة إنتي ده انتي بقيتي أختنا وأكتر كمان وماما كمان بقت تعاملك أحسن مننا بس لو تبطلي كلمة ست هانم اللي في بوقك دايما دي
مشيت في الأوضة لحد المراية وبصيت على شكلي وقولتلها
أنا مش شبهكم ومكنتش أتمنى كل ده والله أنا كل اللي كنت عايزاه أشتغل وأقدر اجيب تمن اللقمه وانام بس لكن بعد ما جيت هنا حياتي إتغيرت تماما
طب قومي معايا وبطلي دراما بقى
على فين
هوريكي شكلك الجديد هعملك لوك وهلبسك تايجر وهخليكي تنافسي ياسمين صبري كمان
بعد نص ساعة كنت بنزل على السلم وأنا لابسة كعب أطول مني تقريبا وبسند على ترابزين السلم عشان أتفادى الوقوع بعد ما وصلت لنص الصالة لقيت البيت كله قاعد بيبصلي بإبنهار ولشعري اللي اتفرد وطوله ظهر قامت أمهم ولفت حواليا وهي وقالت
انتي كنتي مخبية فين الجمال ده كله بس
رديت وانا بفرك في ايدي بتوتر
دي الست هانم الصغيرة اللي صممت والله ماكنت أعرف كل ده إنه هيحصل
وايه اللي حصل إحنا بنحاول نحسسك إنك مننا ومش مجرد واحدة بتشتغل هنا لأن إنتي فعلا طيبة وتستاهلي حب أكتر من كده
ضحكتي ملت وشي وأنا جوايا فرحة كبيرة أوي وحسيت ان ربنا عوضني ب العيلة الحنينة دي بيحبوني من غير مقابل واعتبروني بنتهم واختهم وبيعملوا كل حاجة تخليني ما احسش بإختلاف عنهم شوفت في البيت الغريب ده حنية وطيبة عكس اللي شوفتها في بيت أهلي وباقي الأماكن اللي إشتغلت فيها حتى لو كانت ڤلل وعلى مستوى أعلى من اللي عايشة فيه دلوقتي
بعد 3 شهور كنت مسافرة معاهم في بيتهم التاني وقرروا يرجعوا النهاردة وكلموا الست اللي بتنضف البيت تظبطه على ما نرجع وبعد ما وصلنا ودخلنا من باب الشقة وكلهم دخلوا أنا ثبت مكاني من الصدمة حاولت أبين إني طبيعية ودخلت وقفت قدام الست اللي بتنضف البيت وأول ما بصيت في عيونها كل حاجة حصلت في حياتي من يوم ما وعيت على الدنيا لحد اليوم اللي اترميت في الشارع جه قصاد عيني كأنه فيلم شغال مش بيقف
إنتي الخدامه اللي بتنضف هنا
شوفي النصيب هربتي مني ومن أبوكي وفي الآخر الاقيكي برضو بس إيه النضافة د
عشان حافظت ع ومستسلمتش للفقر اللي أبويا معيشك فيه مش فقر الفلوس لا فقر النفس إنتي عايشة معاه ذليلة وهو بيمرمط فيكي
جربتي في مرة تفكري في طريقة تانية تجيبي منها فلوس غير إنك تشردي بنتك الوحيدة وترميها الرامية اللي كنتي رمياهالي الأطفال اللي كانوا في سني كانوا بيرجعوا من المدرسة يلاقوا لقمة ياكلوها ويقعدوا يذاكروا أنا كنت برجع ذل وإهانة وبروح أمسح وأكنس بدالك أنا کرهت العيشة معاكم وکرهت أشوفكم وأشم ريحتكم عشان كده طفشت وسيبت البيت ليكم
بس جه الوقت اللي هاخدك من إيدك تاني ونعيش عيشة كويسة
وأنا هبلة وهصدق
لازم تصدقي لأن المرة دي بتكلم بجد
بصيت للست الكبيرة وأولادها وبترجاهم يرفضوا لكن صوت امي سبقني
أنا هاخدها ونروح السوق نشتري حاجات المطبخ
طب ما تروحي إنتي وسيبيها هي أصلا هي مبتنزلش السوق ودي شغلتك
معلشي ياست هانم أصل هعلمها
بصيت للست الكبيرة وأنا بترجاها ماتسيبينش ليها أنا مش عايزة اروح السوق معاها لأن حاسة إن نيتها مش خير ابدا الست الكبيرة وقولت لها
مش عايزة أروح معاها أرجوكي مش هترجعني والله متخليهاش تاخدني
دي أمك ومقدرش أخليكي تعصيها وبعدين السوق مش بعيد وهترجعوا على طول
بصيت لأميها وبنبرة أمر قولتلها
نص ساعة تخلصي فيها وترجعوا
سحبت إيد بنتي وخرجتها بالقوة ڠصب عنها وهي بتقاوم بعزم ما فيها متخرجش لكن إيدي كانت أقوى ونجحت في إني
اخرجها وقفت عربية وقولت
للسواق على عنوان ياخدنا عليه
بس ده مش طريق السوق إنتي بتضحكي عليا وقف لو سمحت نزلني
لو نزلتي من العربية هنزل أجيبك من شعرك فيه راجل مهم عامل حفلة بكرا في بيته وعايزني اروقله البيت هتيجي معايا وإحنا أولى بالقرش بدل ميجيب حد غريب يساعدني وياخد هو نص الفلوس
هتعيشي عمرك كله أنانية وطماعة ومش بتفكري غير في الفلوس
يابت احنا
أولى بالقرش ولا عاجبك الفقر اللي عايشين فيه
انا مالي ومالك أنا بشتغل في بيت ومش حاسة بفقر ومرتبي مكفيني إنتي مالك ومالي سيبيني أشوف حياتي بقى
بمجرد ما العربية وقفت نزلت منها وجريت على أول الشارع عشان أرجع للبيت اللي جيت منه أنا عارفة إيه اللي هيحصل بعد ما تخليني
بصيت ورايا لقيتها بتجري ومصممة تاخدني معاها ومن غير قصد وقعت على وشها بسبب طوبة قدامها مشافتهاش وقفت مكاني ورجعت على أمي بسرعة قومتها وحاولت انضف هدومها اللي إتبهدلت لكن إيديها شدت شعري وضربتني بالقلم في الشارع وسحبتني تاني عشان تدخلني معاها لكن المرة دي فشلت
وأنا بشد إيدي منها وبجري جت عربية سريعة خبطتي ووقعت في الشارع مقتولة ضحېة 200 جنيه وجشع وطمع أم عمرها ما قدرت الضنا ولا كانت قد مسؤولية انجاب طفل ولا تربيته وكان كل