بقلم فاطمه يوسف
انت في الصفحة 1 من 63 صفحات
بسم الله الرحمن الرحيم
لاإله إلا الله وحده لاشريك له يحي ويميت له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير
البارت الأول
الجزء الثاني من نبض الۏجع عشت غرامي
بغرامها متيم
بقلمي فاطيما يوسف
وذهب إلى الواتساب كي يحادثها ولكن اتسعت حدقتاه وهو يرى صورتها الموضوعة على حالتها ولسان حاله يردد بذهول من جمالها في الصورة
ثم شاهد باقي الصور في حالتها وازداد شغفا بها ولم يستطيع التحمل أكثر من ذاك
ثم قام بمهاتفة عمران وفور أن آتاه الرد سأله جاسر بلهفة
_ هي مها دي نفس صورتها اللي على الواتساب هو نفس شكلها
اندهش عمران من استفساره ثم قطب جبينه وتسائل متعجبا
لوى جاسر شفتيه بامتعاض من استفسار عمران ثم قال
_ يعني هو انت ياعم عمران متعرفش تجاوب على سؤالي من غير ما تعمل المفتش كرومبوا
وأكمل وهو مازال مثبتا الهاتف على صورها بشغف وهو مازال يستفسر عنها
_ ها ياعم عمران هي نفسها اللي في الصورة ولا هي حاطة صورة من على جوجل
_ طب هو اني كنت شفت الصورة اللي هي حاطاها أصلا علشان أعرف مباخدش بالي أني من الحاجات داي واصل يابن عمي .
تأفف جاسر بضيق ثم هتف منزعجا
_ وه طب ما تشوفها يابن عمي ايه الرخامة بتاعتك داي عاد .
تأفف هو الآخر ثم أردف بانزعاج مماثل
_ طب اقفل ياعمنا هشوف الصورة وأبقى أكلمك بعدين .
_ طب ماتشوفها وانت وياي ياجدع عمال تماطل ليه دي الحوار كلياته مش مستاهل منك اكده يعني
نفخ عمران بضيق ثم علل مماطلته
_ ماهو بصراحة اللي انت هتقوله دي ميصحش انت بتفتح صورها اللي على الواتس وتبص عليها ليه من الاساس
_ أممم.. والله بسجل الرقم وقلت أبعت لها على الواتس اني مستنيها بكرة إن شاء الله ببص لقيت قن بلة جمال نووي في وشي وبصراحة اكده مش متخيل ان دي اتجوزت وخلفت عيلين وكان عندهم عشر سنين كماني فقلت ممكن تكون الصورة اللي حاطاها من على جوجل بس دماغي بيزن علي اني أسألك هي ولا مش هي
_ طب هو من ميتى وانت مراهق اكده ياجاسر ! اللي أعرفه عنك انك عاقل رزين ومتبصش على الحريم واصل ولا تجيب صورهم وتتفرج عليها
وأكمل وقد ولد في نفسه حاجة من ذاك الجاسر واستفساره
_ أني اكده هفكر مجبهاش عنديك واصل ولا تشتغل من الاساس داي بردو مهما كان أخت مرتي وهغير عليهم كيف أخواتي وأمي .
ثار جاسر غاضبا من تهجم عمران وطريقته ثم انفعل بصوت عال بعض الشئ
_ متخافش قووي اكده اللي منك مني وهخاف عليهم نفس خۏفك وهحافظ عليهم زييك بالظبط هو انت هتستجد علي ولا ايه
كان عمران يستمع إليه بإنصات شديد ولام حاله على تهجمه عليه وظنه السئ به فهذا الجاسر ابن عمه ويعرفه جيدا ويعرف أخلاقه وأنه من المحال أن ينظر لها نظرات محرمة أو أن تكن نيته سوءا بها فهو كان يأمنه على أختيه ولم يشك بأخلاقه يوما من الأيام ولكن تلك المها لها ظروف خاصة وليست كباقي النساء فهي قد تعرضت لتجربة مريرة منذ عاما وأكثر ولم تفق منها إلي الآن
ثم ذهب إلي الواتساب الخاص بها ورأي الصورة التي تضعها ولم تكن إلا هي
فأجاب جاسر معتذرا أولا على طريقته الجافة معه
_ حقك علي متزعلش من طريقتي بس مها داي بالخصوص حياتها واللي حصل لها صعيب قووي ومحدش يقدر يتحمله واصل وهي لحد دلوك حالتها متقلبة المزاج شوية حزينة وشوي سرحانة في ملكوت الغالين اللي فاتوها وشوي تلاقي ابتسامتها في وسطنا باهتة كأنها بتجاملنا بيها علشان نطمن إنها زينة ولكن جواها ن ار فراق ولادها وجوزها مهينطفيش .
كان جاسر منتبها بشدة لما يذكره عمران فهو من مجرد رؤيته فقط لصورتها أحس بأنه وقع أسيرها من مجرد استماعه لقصتها المؤلمة شعر بالخ وف عليها ويريد الآن فقط أن يطيب جراح الروح الممتلئة بملامحها الجميلة ثم سأله بفضول لمعرفة كل شئ عنها
_ طب ولادها م اتوا كيف
أجابه متأثرا بحزن عندما تذكر حاډثة الطفلين
_ غرقوا في البانيوا وهما بيتحمموا وأمهم كانت ويا أبوهم وهو بيعمل جلسة العلاج الطبيعي ومعرفاش وفاقت على كابوس ومن وقت مارحلوا وهما أخدوا وياهم سعادتها وابتسامتها وكل حاجة حلوة في حياتها ومن بعديهم بشهور قليلة وأبوهم فارق هو كماني بالمړض الۏحش
ثم سأله مندهشا عندما تذكر أمرا ما
_ ثم إنت إزاي متعرفهاش وهي كانت موجودة في فرحي على سكون
أجابه وهو يحاول تذكرها ولكن لم يفلح
_ هو أنا هفتكر فرحك من سنتين ياعمران شفتها ولا له
نظر عمران الى صورة زواجه من سكونه وهو يردد
_ والله الأيام بتمر ومر قرب سنتين على فرحي ده العمر خوان قوووي ياجدع
ثم اعتدل عمران بجلسته وأكمل وقد قرر أن يريحه
_ عموما ياسيدي هي صورتها اللي على الواتساب مش حد غيرها واللي معاها في الصورة دول ولادها الله يرحمهم هي من النوع اللي بيهتم بشكلها وبمظهرها جدا ومهتحبش تخرج مبهدلة تحسها اكده هي والأناقة ميختلفوش عن بعض كيف شخصيتها الأنيقة الهادية بردوا .
دق قلب الجاسر پعنف داخله حينما تيقن أنها من تكن بالصورة ثم ردد متسرعا
_ طب ايه بقى ياعم عمران مش إنت عارف إن عنديك ولد عم عازب ونفسه يدخل دنيا كيف الخلايق ويوبقى عنديكم الذوق والجمال والدلال دي كلاته ومتدنيش فكرة اكده !
هو أني مبصعبش عليك وأني وحيد اكده ياجدع
انتفض عمران من جلسته وهو يستمع إلى هرائه ثم جز على أسنانه بغيظ وهتف
_ وه ماتوزن كلامك ياعمنا تدخل دنيا كيف مع واحدة متح طمة ! داي كانت متجوزة ومخلفة كماني .
_ الله انت مالك انت أنا راضي ياعمنا ومهيفرقش وياي انها كانت متجوزة ولا معاها عيلين حتى ... جملة يملؤها الثقة نطقها ذاك الجاسر وعقب باستفساراته التي لم تنتهي
_ بس قول لي هي كانت بتحب جوزها ومتعلقة بيه قووي ولا
ايه
امتعضت ملامح وجهه من استفسارات ابن عمه الغريبة في وجهة نظره ثم تحدث بنبرة تهكمية
_ طب هي داي أمور ينفع نتكلم فيها ياجاسر أو أحكي لك عنيها ! ماتهدى اكده وتروق على حالك ولو انت عايزها سيب الأيام تكشف لك كل حاجة متتعجلش دي إنت حتى مدارش بينكم حوار ولا سلام واصل .
قام جاسر من مكانه وذهب ناحية النافذة ثم طلب منه
_ طب ماتكسب فيا معروف وقول لها المعاد النهاردة مش بكرة واني مستني المقابلة بتاعتها
ضحك عمران على حالته المتعجلة ثم أردف بكلماته التي أصيبت الآخر بالخذلان
_ مش لما توبقى توافق الاول على الشغل عنديك ياجاسر توبقى تاجي أو متجيش !
اتسعت عيناي ذاك الجاسر وعقله ينفي تماما انها لا تأتي كي تعمل معه فقد تسهمت نظراته أمام صاحبة الصورة فقط فماذا به حينما تتجسد أمامه
ثم هتف بنبرة منزعجة
_ متفسرش في وشي اكده واصل هتاجي إن شاء الله والبركة فيك يابن عمي
واسترسل حديثه وهو يحاول استعطافه بنبرة تبدوا أكثر تأثيرا
_ هو إنت منفسكش ولد عمك يستقر كيفك اكده ياعمران
بص اني قاعد مستني مقابلتها من دلوك
وأكمل بنبرة رجولية وصوت جاد كي يطمئنه
_ ومتقلقش أني لا يمكن أعمل حاجة تضايقها أو تغضب ربنا يعني متقلقش ياخوي أني سكتي دوغري ويمكن ده اللي وصلني لحالتي ومزاجي السئ اللي بعاني فيهم دلوك .
اطمئن عمران من كلامه ثم تنهد طويلا وهو يستجمع في عقله سيناريو كي يقنع مها أن تذهب لجاسر مقابلتها للعمل معه من اليوم فهو يريد لها الخير أيضا ويريد أن يطمئن عليها فهي قد عانت كثيرا في حياتها وراق له أن يراها تعمر بيتا جديدا بحياة مختلفة
لاحظ جاسر صمته فسأله بنبرة حزينة لظنه انه معترضا على طلبه
_ شكلي اكده بتقل عليك يابن عمي هسيبك دلوك سلام .
هتف عمران متعجلا قبل أن يغلق الهاتف
_ ياعم استنى هو انت مالك دماغك صغيرة اكده ليه !
وأكمل بطمئنة كي يشرح صدره
_ هنكون عنديك إن شاء الله النهاردة المغربية اكده.
اتسعت مقلتاه بذهول من ثقة عمران وتسائل بنبرة تبدوا أكثر لهفة
_ صوح ياعمران
والله إنت اجدع ابن عم في الدنيا .
ضحك عمران على طريقته وفي نفس اللحظة اندهش لتسرعه ولهفته ليقول بتعقل
_ اهدي اكده ومتوبقاش مدلوق وخليك راسي وتقيل علشان أم الزين طريقها صعب وعايز صبر ويا تفلح يامتفلحش انت ونصيبك بقي .
ابتسم جاسر ثم أردف باستفسار دون أن يعتري نصيحته أدنى اهتمام
_ هي بينادوها بأم الزين داي هي الزين والحلا كله كويس انك عرفتني الحتة داي
واسترسل حديثه بنبرة حماسية متعجلة وهو يخطو تجاه مكتبه يحمل مفاتيحه
_ اني هسيبك دلوك هروح البيت هروق على حالي اكده وهكون في انتظاركم إن شاء الله.
ضحك عمران على طريقته الصبيانية ثم ردد مداعبا إياه
_ هتظبط حالك كيف يعني ! هو إنت هتقابل رئيس الجمهورية وأني مدريانش
رفع حاجبيه باستنكار من كلامه المغلف بالسخرية
_ ملكش صالح عاد وبعدين أني طول عمري بحب أهتم بمظهري وانت عارف اكده واصل يالا سلام يارخم.
أغلق الهاتف معه ثم خرج من مكتبه قاصدا منزله
أما عمران ردد بخفوت وهو يتطلع بعقله إلي الأمام
_ كانك رايح لۏجع القلب بيدك يابن عمي الله يعينك على اللي انت رايح له .
ثم قام من مكانه يهبط الي الأسفل كي يبحث عن سكونه .
هبط من سيارته الفارهة ذات اللون الأبيض ثم ضغط على الزر الموجود بمفاتيحه ليتمم إغلاق سيارته جيدا وما إن هبط حتى شعر بحرارة جو الصعيد تغزو جسده فقد كانت سيارته مكيفة ولذلك أحس بالني ران الآتية من كل صوب وحدب وكأن آشعة الشمس سلطت حرارتها المنبعثة من ضوئها على ذلك الفارس
خلل أصابع يديه بين خصلات شعره ذو اللون البني المائل للون الذهبي
قليلا وهو
ينفخ
بضيق
ثم
فتح أزرار قمصيه الأبيض وكأنه بتلك الحركة سيدخل الهواء إلى صدره يشعره بالراحة ولو قليلا وحدث حاله بضيق بصوت خفيض وهو ينظر إلي المكان من جميع اتجاهاته وقد رأى الازدحام حوله بطريقة لم يراها من ذي قبل
_ أووووف زحمة بطريقة أوفر وحر وريحة لاتطاق ربنا يسامحك يابابا على اللي انت عملته فيا ده
ثم أخرج هاتفه من جيب بنطاله