المراه وماكينه الخياطه
انت في الصفحة 2 من صفحتين
الكلمات ولا أعي منها شيئا!
وبعد دقائق كان عادل بقامته الطويلة يقف متلعثما أمامي وجهه محمر وأعصابه مشدودة أدركت أنه يريد أن يقول شيئا ما وأخيرا استجمع شجاعته قائلا
علياء أنا آسف أمي رفضت أمر زواجي منك رفضا تاما
قالت إنها لن تقبل أبدا أن تزوجني من بائعة اللبن!
قلت له في صدمة وبصوت مبحوح
وما الذي يعيب بائعة اللبن! إنها تكافح من أجل أخيها اليتيم ووالدتها المړيضة!
بعد هذه الحاډثة بأسبوع تم طردي
من المحاضرة المعيد الغبي لم يحتمل فكرة أنني لم أقتن الكتاب حتى الآن ونعتني بالمستهترة لم أنجح في إخباره أن الفقر هو السبب خرجت من المحاضرة باكية وقررت أن أترك الجامعة بلا عودة!
ثم أخرج شيئا من وراء ظهره وهو يهتف
هذا هو الكتاب الذي قمت بطردك بالأمس لأجله ومعه كل الكتب التي تحتاجينها لم أقصد إهانتك ظننتك فتاة لعوب مستهترة وأكره هذا الصنف من الفتيات أيمكنك أن تقبلي اعتذاري! فبكيت
في اليوم التالي ذهبت إلى الجامعة كنت راضية عن الفقر والظروف والمړض كنت معجبة بكفاحي ومؤمنة أن هذه هي معركتي التي خلقني الله لأجلها وجاء المعيد وبدأ محاضرته قائلا
أحببت أن أشارككم جزء من قصتي
في قرارة نفسي كنت أعلم أنه يخصني أنا بهذا الجزء أنه يقصدني
أنا من بين ألف طالب فأحببت الحياة ورضيت عنها ما زال في هذه الدنيا أناس طيبون لا يبخلون بالكلمة الطيبة ولا يحبسون الاعتذار في صدورهم!
كيف حال بائعة اللبن!
قلت بخير
أظن أنها لم تعد تخجل من عملها!
بل وتحبه إنه قدر الله كيف للمرء أن يكره قدر الله!
ومن دون مقدمات جلس على الأرض ببذلته الأنيقة إلى جانبي وتعالى صوته البيض والجبن واللبن من يريد الزجاجة بثلاثين جنيها!
في هذا اليوم أنهيت عملي باكرا بفضل تصرفاته الجميلة ولفت أنظار المشترين كيف لأنيق مثل هذا الشاب أن يبيع اللبن بسوق شعبي كهذا! وفي نفس اليوم بدأ المحاضرة بقوله
بالمناسبة نسيت أن أخبركم أنه يوما ما إلى جانب عملي كسائق أو عامل باليومية أو سباك عملت بائعا للبن!
بعد أيام قليلة كنت أزف لأستاذي بالجامعة إنه يحبني بفقري بعبء أمي وأخي بملامحي البسيطة والتي أشعر أنها لم تعد كذلك بالمناسبة في الحقيقة أصبحت أحس أنني جميلة جدا أشعر أنني توهجت منذ أن أحبني الرجل الصادق!
أين ذهب عادل وأين ذهبت والدته!
الحمد لله أن عادل قد
تخلى عني من البداية والحمد لله أنني طردت من الجامعة الحمد لله على فقري وممتنة جدا جدا لوظيفة بائعة اللبن كل هذه الصعاب جذبتني من عنقي رغما عني لتضعني في طريق الرجل الصحيح
أكتب هذا المقال وهو يقرأ لي روايتي المفضلة بالمناسبة إنه يحبني ولا يؤذيني ويدللني دائما ويحب أن ينعتني دائما بقوله لي يا ابنة بائعة اللبن!