الأحد 29 ديسمبر 2024

الجاءع

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

الجائع 
_______________ قصة كاملة _________________
في زمن كان يسوده الجهل والظلم والخۏف والجوع الذي لا يرحم دارت أحداث هذه القصة المؤلمة في إحدى قرى اليمن النائية وبالتحديد في عزلة الأعبوس محافظة تعز في مكان ما على الجبل مازالت بعض أثار البنيان حتى يومنا هذا كانت تعيش في ذلك المكان النائي الموحش امرأة مسكينة و ولدها الصغير الذي لم يتجاوز السادسة بعد اما الزوج فلم يكن احد يعلم عنه شيئا يقال بأنه كان مسافرا الى الحبشة ولم يصل الى المسكينة مريم زوجته أي خبر!! فهي لا تعلم إن كان حيا أو انه قد ماټ .

كانت المسكينة لديها بقرتها الغالية والتي تحبها بمثابة ابنها فهي سر بقاءهم على قيد الحياة فمنها اللبن وبها تحرث الأرض وتزرعها لتعيش ويعيش ولدها.
كان منزلها صغيرا ومتواضعا ليس سوى غرفتين صغيرتين مبنيتان بكل بساطة من حجارة الجبل مغطاتان بالطين من الداخل بشكل عشوائي وفي الخارج كان اصطبل البقرة لم يكن بجوارها أي منزل فاقرب منزل لها كان اعلى الجبل حيث يسكن هناك الحاج سلام وبجواره القليل من المنازل وكان سلام هو الوحيد من يتفقدها بين الحينة والاخرى او زوجته 
وذات ليلة من ليالي الصيف الكئيبة وكعادتها عادت مريم متعبة من حراثة ارضها منهكة لا تكاد تقوى على عمل شيء لكن محمد الطفل الصغير الذي يرافقها كظلها في كل مكان تذهب اليه كان يبكي ويشتكي من الجوع فما كان منها إلا ان قامت بعجن الطحين و أوقدت الڼار لتصنع لها ولإبنها خبزا وتركته على الڼار ثم أخذت وعاء اللبن وخرجت لتحلب بقرتها كي يأكلان هي وابنها الخبز مع حليب البقرة وقد أمسكت بإحدى يديها وعاء الحليب وبالأخرى مسرجتها مصباح للضوء كان يستخدم قديما مصنوع من الحجر المحفور يوضع القطن في الوسط وحوله الزيت ويتم اشعاله فينير المكان و قد ينطفي عند اول هبة رياح
وكالعادة خرج محمد معها فهو لا يفارقها ولا يعرف في حياته احد سواها .
كان سلام جالسا فوق سطح منزله مستمتعا باحتساء قهوته ناظرا الى القمر الذي كان لم يكتمل بعد لكنه ينير الارض بضوئه الجميل وامرأته تقوم بأعمالها اليومية اما هو فقد كان يستمع بهدوء الى صرير جداجد الليل وهي تردد لحنا يوحي بالوحدة والكآبة رغم ان الليل كان في اوله.
كان الثعلب ېصرخ في الوادي بصوته المشؤوم الذي يبدد سكون الوادي ومع كل صړخة كان سلام يحس بضيق وانقباض في صدره فبحسب معتقداته فصوت الثعلب نذير شؤم....
وكعادتها مريم راحت تحلب بقرتها الحبيبة وهي تدعو الله ان يبارك لها ويطيل عمرها بينما ظل محمد عند باب الاصطبل يبكي متضورا من شدة الجوع 
لم يكن هو الجائع الوحيد ففي الجوار كان هناك طاهش جائع ضبع يحوم باحثا عن ما يأكله
 

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات